________________________________________
الغرور هو تضخم للذات بأن يرى الشخص بأنه هو الأعلم وهو الأجمل وهو دوما على صواب والبقية مجرد جهلة لا يفقهون من أمور حياتهم شيئا
الغرور بداية النهاية كما اتفق اغلب الكتاب والنقاد والمفكرون
فبمجرد أن يتسرب الغرور إلى نفس الشخص يبدأ في إحداث أخطاء أكثر من المعدل الطبيعي ويبدأ في فقدان ما اكتسبه من مكانة لدى الناس
مثل لاعبي كرة القدم مثلا فهم اشهر من نسمع أنهم يصابون بالغرور وكثيرا ما نسمع أن اللاعب الفلاني أصبح مغرورا
فعلى أي أساس تم بناء هذا الحكم
الشخص المغرور هو من يعتقد بان الجميع يدورون بحلقة كاملة هو محورها
الجميع يبحثون عن رضاه ولا يستغنون عنه
هو الأساس وهم التابعون له
لو غاب عنهم فسيتيهون ويفقدون سبل النجاح
هذه إحدى أشكال الغرور
منها أيضا الغرور العاطفي
فالمغرور عاطفيا يعتقد بأنه من نضرة يستطيع اسر قلوب الفتيات مثلا
وانه بمجرد أن يتعطف على إحداهن ويسمح لها بالمرور بجواره قد ملك قلبها رغم أنها قد تكون مارة من هذا الطريق مشمئزة من كون هذا المخلوق واقفا به
الغرور لو دخل في الحياة الأسرية تكون نهايتها قد أزفت
فالزوج يعتقد بأنه زوجته اقل منه ثقافة وعلما فلا يمكن أن يناقشها أو يحاورها أو يأخذ برأيها فهي اجهل من تستشار فيسقط نتيجة لجهله في أخطا ومواقف كان من الممكن تلافيها لو استشار زوجته وأرشدته بحكمتها التي ربما تفوقه بها
والزوجة ترى بأنها أجمل نساء الكون وان زوجها لن يرى من هي أجمل منها فلا داعي لأن ترهق نفسها بالتجمل له حتى يمل الزوج من منضرها المقزز ويبحث عن زوجة أخرى إن لم يطلقها ليفارق هذه المعاناة الدائمة
أما الكبرياء
فهو أمر مغاير تماما
فالكبرياء هو اعتزاز الشخص بكرامته وعدم ارتضائه المهانة من أي شخص
قد يكون الكبرياء مبالغ به وحينها نصل إلى إحدى مراحل الغرور ولكن الكبرياء صفة جميلة نسعد بان نتحلى بها كحالنا مع الثقة بالنفس
وان كانت المبالغة دوما أمر مرفوض
إذا فالغرور هو نتيجة المبالغة في الكبرياء أو المبالغة في الثقة في النفس
وليس أمرا منفصلا بحد ذاته
ولكن تطورا لهذا النمو الغير منضم لهاتين الصفتين الحميدتين
وكي أوضح الفرق الذي اعنيه بين الغرور والثقة بالنفس كونهما الأقرب لبعضهما البعض والأكثر اختلاطا على البعض
لو أن احد الشبان كان يسير ووجد أمامه منحدرا صخريا
وأمعن النظر به ووجد انه يستطيع تجاوزه كونه شخص رياضي ومعتاد على القفز لمسافات بعيدة نوعا ما وقياسا على قدراته وجد انه واثق من كونه مؤهل لتخطي هذا العائق بعد توفيق الله وقفز ونجح في ذلك
حينها نقول بأن هذا الشخص كان واثقا من قدراته
وبعد ذلك أتى شخص آخر عند نفس المنحدر ولكن هذا الشخص لم يمارس الرياضة منذ سنين عدة
ورأى صديقنا السابق قد تمكن من القفز فأخذته العزة بالنفس وكابر وقال بما أن فلان فعلها فانا أفضل منه وأنا أذكى وأقوى وأجمل وجميع الصفات لدي مركزة عنه وسأتمكن من القفز وقفز فعلا وتمكن من القفز بنجاح
ولكن لم يتمكن من الوصول للطرف الآخر بل اكتفى بقعر المنحدر محطا أخيرا له
حينها نقول انه أصيب بالغرور وتوقع بأنه قادر على مجارات ذاك الشخص
وهذه هي النهاية الحتمية لمن يصاب بالغرور
السقوط الشنيع دوما...