علمني حزني

منذ صغري والاحزان تقيدني تتلاعب بي كما دميه

تهز مهدي لاغفو على اناتها المنبعثة من صوت امي الشجي

انام واصحو على نغمات اهات ابي المتتابعة برائحة التبغ

ترعرت بين ويلات السنين لأجد نفسي ملقىً على رصيف الاحزان

فحزن يتربص بي وكانه رجل مخابرات

وحزن ينتظر فرحتي في محطات الزمن وبمجرد وصولها يغتالها

وحزن يتسلل الى غرفتي كاللص في اخر الليل ليسرق النوم مني ويؤرقني

وحزن يحول ابتساماتي الى دموع تحفر جداول تنبع من جفوني

وحزن يجتث امالي ويغير احلامي الوردية الى كوابيس بشعه

وحزن يحبس انفاسي فيخرجها حسرات متتاليه

وحزن يسرق دفء العواطف مني فيبقيني وحيدا

وحزن خط لي قبرا ً من الالام يدفنني

فاصبحت عن جدارة دفين الاحزان







علمني حزني أن أبكي وحيداً كي لا أسبب الحزن لمن هم حولي..

علمني حزني أن توب عن إبتساماتي وضحكاتي..

علمني حزني أن أحضن دموعي واجادل ليلي بالسهرة آلاف المرات..

علمني حزني أن الحياة تأخذ من قلبي فرحته..

علمني حزني أن الجرح أصبح إدمان يلازم حياتي ..

علمني حزني أن الوفاء بهذا الزمن مفقود وأن سيف الغدر به مسموح..

علمني حزني أن البشر هم من يوقدون النار بقلوب بعض ليس الزمن..

علمني حزني أن لا أغفر لمن سقاني الحنان المسموم..

فكنت أنا هو الذي علم الحزن الصبر..

صبرا يا حزني فأنت المظلوم وسيأتي اليوم الذي نكون انا وأنت المنتصرين..