الخميس, 23 سبتمبر 2010
الرياض، واشنطن - «الحياة»
تحتفل المملكة العربية السعودية اليوم بالذكرى 80 لإعلان توحيدها بقيادة مؤسس دولتها الحديثة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. ويجمع السعوديون على أن أضخم وأهم الإنجازات التي تحققت هي ترسيخ الأمن والعدل اللذين أرساهما الملك المؤسس، وعززهما من بعده أبناؤه الذين تعاقبوا على عرش المملكة.
وكان الرئيس المصري حسني مبارك اول المهنئين وارسل برقية إلى خادم الحرمين الشريفين كما أوفد الأمين في رئاسة الجمهورية حاتم قناوي إلى السفارة السعودية في القاهرة للتهنئة.
وهنأت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خادم الحرمين وشعب المملكة بالعيد الوطني، مشيدة بجهود الملك عبد الله وسعيه لدفع السعودية والمنطقة «نحو مستقبل أكثر قوة وازدهاراً وأمنا»، وشددت على عمق العلاقة بين البلدين.
وأكدت كلينتون في بيان رسمي أنها «وبالنيابة عن الرئيس باراك أوباما والشعب الأميركي، أهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بن سعود وشعب المملكة العربية السعودية في عيدكم الوطني». ونوهت كلينتون بقيادة الملك عبدالله «في تحديات محورية، من تطوير مؤسسات المملكة والاقتصاد واطلاق حوار نحو الاعتدال وقبول الآخر، ووضع السعودية والمنطقة على مسار نحو مستقبل أكثر قوة وازدهاراً وأمنا». وخضت كلينتون بالذكر المبادر العربية للسلام، مشيرة الى «أننا نحترم دعم الملك عبد الله للمبادرة العربية للسلام... الرائدة في منح رؤية بعيدة المدى للسلام الشامل في المنطقة». وقالت: «فيما نستكمل العمل على دعم المحادثات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، فان المبادئ المرسخة في المبادرة العربية للسلام هي أكثر أهمية من أي وقت مضى».
وذكرت كلينتون بالتعاون السعودي - الأميركي في شتى المجالات من العلوم والتكنولوجيا الى الصحة والأمن، وتعهدت العمل على زيادة فرص التبادل الطلابي بين البلدين وهو «ما بحثته بعمق مع الملك عبدالله خلال زيارتي السعودية أوائل العام ومع النساء السعوديات خلال زيارتي كلية دار الحكمة في جدة». وأعادت تأكيد التزام بلادها توسيع وتعميق الشراكة في السنوات المقبلة.
وتأتي الذكرى بعدما زادت أهمية السعودية ومكانتها بفضل مبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي حققت البلاد في عهده وَثَبات في السياسة الدولية والاقتصاد العالمي، وبفضل سياساته التي أمنت للشعب السعودي الرخاء وترسيخ الأمن وزادت مجالات التطور ومواكبة العصر وعززت الوفاق العربي.
وعلى رغم أن احتفال اليوم الوطني السعودي تُعبر عنه عشرات الفعاليات في المدن والمحافظات والقرى، إلا أن الشارع السعودي اختار بالإجماع خادم الحرمين الشريفــــين نجماً تتسلط عليه الأضواء بعدما نجح في غضون السنوات القــــلائل، التي أعقبت توليه العرش ومبايعته ملكاً، في إحداث نقلة نوعية في أوضاع المملكة ومواطنيها.
وشهد عهد الملك عبدالله نجاح قوات الأمن السعودية في تقليص حجم خطر الإرهاب، وفي تطهير التراب الوطني السيادي على الخاصرة الجنوبية للسعودية من عبث المتمردين الحوثيين. كما شهد عهده، وبفضل سداد سياساته الاقتصادية، انضمام المملكة إلى مجموعة العشرين التي تضع أسس النظام المالي العالمي وتُحدد مسارات الانتعاش وسياسات الرقابة المالية.
ويأتي احتفال السعوديين بذكرى يومهم الوطني نفسه هدية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في بادرة لتعميق جذور التربية الوطنية في نفوس المواطنين، خصوصاً النشء الذين تعول عليه السعودية لتسيير دفة المستقبل. ويشيد السعوديون بسياسات الملك عبدالله في مجال تكوين الكوادر وبناء الأطر الوطنية، من خلال برنامجه الكبير للابتعاث الذي تم توسيع نطاقه، ومدُّ فترته. ويشيرون بامتنان إلى حكمته وجسارته في فتح باب الحوار الوطني الذي شمل المناطق والمحافظات، والارتقاء به ليصبح حواراً عالمياً بين الحضارات والأديان والثقافات، وهي مبادرة بلغت ذروتها بقيام خادم الحرمين الشريفين بزيارة إلى دولة الفاتيكان. وتوجت المبادرة بعقد قمة حوار الحضارات والأديان في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
ولم يقتصر خير السعودية على مواطنيها، بل تجاوزهم ليشمل العرب والمسلمين، إذ لا تزال مبادرة السلام العربية التي اقترحها الملك عبدالله على قمة بيروت في عام الفين أساساً وحيداً صالحاً لحل النزاع بين العرب وإسرائيل. كما أن التوسعة الضخمة في عهد الملك عبدالله للحرمين الشريفين اللذين ترنو إليهما أبصار 1.5 بليون مسلم في أرجاء العالم جعلت من يفدون منهم الى العمرة والحج يلهجون بالشكر والثناء على خادم الحرمين الشريفين.
وفي غضون سنوات، احتضنت السعودية أكبر جامعة للبحث العلمي في العالم (جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا)، فضلاً عن 24 جامعة دخل بعضها ضمن مراتب التصنيف العالمي للجامعات، ووصل عدد المبتعثين السعوديين إلى جامعات العالم المتقدم ومعاهده إلى أكثر من 80 ألفاً.
وقال شبان التقتهم «الحياة» في إحدى حدائق الرياض أمس، وهم يتحلقون حول الأعلام السعودية الخضراء التي ترفرف في سماء العاصمة احتفاء بذكرى اليوم الوطني، إنهم تنادوا من كل أحياء المدينة لإهداء فرحتهم واحتفالهم بهذه المناسبة الوطنية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أجمعوا على تلقيبه بـ «ملك الإنسانية» و «قائد الإصلاح»، في إشارة إلى المبادرات الإنسانية للملك عبدالله، حرصه على برامج فصل التوائم السيامية، قراراته في شأن زيادة رواتب وبدلات موظفي الدولة، وحربه الشجاعة على الفساد والتمسك بالشفافية، وبلوغ الإعانات والقروض الميسرة للمواطنين في عهده 402 بليون ريال، وتوجيهاته لتحقيق تطلعات المرأة السعودية، وحرصه على متابعة النشاطات الرياضية الذي أتى أُكُلَه أخيراً بتتويج السعودية بطلاً لكأس العالم لذوي الاحتياجات الخاصة. وشمل المواطنون بالتهنئة في الذكرى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز اللذين يشاركان في قيادة مسيرة السعودية وتحقيق أحلام مؤسسها المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود.
ودي
نعومة أنثى